من نوادر البخلاء
1- طبخة الأسبوع
كان أبو يعقوب الذقناني يقول: مافاتني اللحم منذ ملكت المال، وكان إذا كان يوم الجمعة اشترى لحم بقر
بدرهم، واشترى بصلا، وباذنجانا، وقرعة، وجزرا، وطبخه كله، فأكل وعياله يومئذ خبزهم بشيء من
رأس القدر، وماينقطع في القدر من البصل والباذنجان والجزر والقرع والشحم واللحم، فإذا كان يوم السبت
غمسوا خبزهم في المرق، فإذا كان يوم الأحد أكلوا البصل، فإذا كان يوم الاثنين أكلوا الجزر، فإذا كان يوم
الثلاثاء أكلوا القرع، فإذا كان يوم الأربعاء أكلوا الباذنجان، فإذا كان يوم الخميس أكلوا اللحم، فلهذا كان
يقول: ما فاتني اللحم منذ ملكت المال!!!
2- بخيل وأولاده والعظم المتعرق
قال الأصمعي: تعرق بخيل عظما، فلما أراد أن يلقيه، وله ثلاثة أبناء، قال له أحدهم: أعطنيه، قال: وما
تصنع به؟ قال: أتعرقه حتى لا أدع فيه للذر مقيلا، قال: ماقلت شيئا، قال الثاني: أعطنيه، قال: وما تصنع
به؟ قال: أتعرقه حتى لا يدرى ألعامه ذلك هو أم للعام الذي قبله!!، قال: ما قلت شيئا، قال الثالث: أعطنيه،
قال: وما تصنع به؟ قال: أجعل مخه إداما ثم أدقه دقا وأسفه سفا، فقال: هو لك، زادك الله معرفة وحزما!!!!
3- رجل في غاية البخل
مات رجل بخيل جدا، وظن أهله أنهم قد استراحوا منه، فجاء ابنه، واستولى على ماله وداره،ثم قال: ما كان
إدام أبي؟ قالوا: كان يتأدم بجبنة عنده، قال: أرونيها، فإذا فيها أثر من مسح اللقمة، قال: ماهذه الحفرة؟ قالوا
كان لا يقطع الجبن وإنما كان يمسح على ظهره فيحفر كما ترى، قال: هذا هو التبذير بعينه، لو علمت ذلك
ما صليت عليه، قالوا: فأنت كيف تريد أن تصنع؟ قال: أضعها من بعيد، فأشير إليها باللقمة!!!!